هل يمكن إزالة الفيلر نهائيًا؟

أصبح الفيلر من أشهر إجراءات التجميل غير الجراحية التي تمنح الوجه امتلاءً طبيعيًا وتساعد في علاج علامات التقدم في السن. لكن في بعض الحالات، قد لا تكون النتيجة مرضية أو قد تظهر مضاعفات تستدعي التفكير في إزالته. هنا يظهر السؤال الأهم: هل يمكن إزالة الفيلر نهائيًا؟

الإجابة تعتمد على نوع الفيلر المستخدم، حيث تنقسم مواد الفيلر إلى نوعين أساسيين: الفيلر المؤقت مثل حمض الهيالورونيك، والفيلر الدائم الذي يتميز بتركيب ثابت وطويل الأمد. إزالة كل نوع تختلف تمامًا سواء من حيث التقنية أو النتائج المتوقعة.

اليوم سنتناول جميع الطرق الطبية المعتمدة لإزالة الفيلر، بدءًا من إذابته بحقن إنزيم الهيالورونيداز في حالة الفيلر المؤقت، وصولًا إلى الإجراءات الجراحية الضرورية للفيلر الدائم. سنوضح أيضًا متى يجب اللجوء للإزالة، المخاطر المحتملة، وأهم النصائح قبل اتخاذ هذا القرار.

 ما أنواع الفيلر وهل يمكن إزالتها؟

الفيلر المؤقت (حمض الهيالورونيك)

الفيلر المؤقت هو الأكثر شيوعًا في عمليات الحقن التجميلية، ويتميز بتركيبته القائمة على حمض الهيالورونيك، وهي مادة طبيعية موجودة في الجلد. الميزة الأساسية لهذا النوع أنه يمكن إزالته نهائيًا باستخدام حقن إنزيم الهيالورونيداز، الذي يعمل على تكسير جزيئات الفيلر وتحفيز الجسم على امتصاصها خلال أيام قليلة.

ان نتائج إذابة الفيلر المؤقت تظهر غالبًا بعد 24–72 ساعة، وقد تتطلب بعض الحالات جلسة إضافية.

إن الإجراء آمن نسبيًا إذا تم تحت إشراف طبيب مختص، لكنه قد يسبب تورمًا وكدمات خفيفة تزول خلال أيام.

الفيلر الدائم

الفيلر الدائم مصنوع من مواد غير قابلة للامتصاص مثل السيليكون أو PMMA، وبالتالي لا يمكن إذابته بالهيالورونيداز. الطريقة الوحيدة لإزالته نهائيًا هي التدخل الجراحي.

تختلف درجة تعقيد العملية حسب كمية الفيلر ومكان الحقن، وقد تتطلب استئصال المادة عبر شقوق جراحية دقيقة. لكن هذه الإجراءات قد تحمل بعض المخاطر مثل الندبات أو تلف الأنسجة المحيطة إذا لم تُنفذ بيد جراح متمرس.

 لماذا قد يرغب أحد بإزالة الفيلر؟

على الرغم من أن الفيلر يعد إجراءً تجميليًا سريعًا وآمنًا نسبيًا، إلا أن هناك حالات تدفع الشخص للتفكير في إزالته نهائيًا. تختلف الأسباب بين ما هو تجميلي وما هو طبي أو حتى نفسي.

أسباب تجميلية

نتائج غير مرضية: قد لا يحصل المريض على الشكل الذي توقعه بعد الحقن، مثل امتلاء زائد أو عدم تناسق ملامح الوجه.

مظهر غير طبيعي: في بعض الحالات، قد يؤدي الفيلر إلى شكل غير متوازن أو ملامح مصطنعة، مما يجعل الشخص غير مرتاح بمظهره.

رغبة في العودة للمظهر الطبيعي: هناك أشخاص يكتشفون بعد التجربة أنهم يفضلون شكلهم الطبيعي دون أي تعديلات.

بحسب تقارير عيادات التجميل، فإن الأسباب التجميلية تشكل أكثر من 50% من طلبات إزالة الفيلر، خاصة في مناطق مثل الشفاه والخدين.

أسباب طبية

تكتلات تحت الجلد: أحيانًا قد يتجمع الفيلر في منطقة معينة، مما يسبب نتوءات أو تكتلات.

التهاب أو عدوى: إذا لم يتم الحقن بطريقة معقمة أو حدث تلوث بعد الإجراء، قد يصاب المريض بالتهاب يستدعي إزالة الفيلر.

انسداد الأوعية الدموية: في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي الحقن الخاطئ إلى انسداد شريان، مما قد يهدد الأنسجة المجاورة ويستوجب التدخل الفوري.

رد فعل تحسسي: بعض الأشخاص قد يُظهرون حساسية تجاه مكونات الفيلر، مما يستلزم تذويبه فورًا.

أسباب نفسية (انعدام الراحة بشكل الشخص)

حتى وإن لم يكن هناك مشاكل تجميلية أو طبية، فقد يشعر بعض الأشخاص بعدم الراحة مع شكلهم الجديد بعد الحقن. هذا الجانب النفسي شائع خاصة لدى من يقومون بحقن الفيلر لأول مرة.

أن الاستشارة النفسية قبل وبعد أي إجراء تجميلي يمكن أن تساعد على اتخاذ قرار أفضل بشأن الإبقاء على الفيلر أو إزالته نهائيًا.

كيفية إزالة الفيلر المؤقت

يُعتبر الفيلر المؤقت المصنوع من حمض الهيالورونيك الأسهل في الإزالة بفضل وجود تقنية فعّالة تعتمد على حقن إنزيم خاص يسمى الهيالورونيداز. هذه الطريقة معتمدة في أغلب العيادات التجميلية المعروفة، وتُعد الخيار الأول عند حدوث مضاعفات أو في حالة عدم رضا المريض عن النتائج.

ما هو الهيالورونيداز وكيف يعمل؟

الهيالورونيداز هو إنزيم طبي يقوم بتكسير الروابط الجزيئية لحمض الهيالورونيك الموجود في الفيلر، مما يساعد الجسم على امتصاصه وإزالته بسرعة.

بمجرد حقن الإنزيم في المنطقة التي تحتوي على الفيلر، يبدأ بتحليل المادة وتحويلها إلى مركبات يسهل امتصاصها طبيعيًا عبر الجسم.

إن فعالية الهيالورونيداز تعتمد على نوع الفيلر المستخدم وكمية المادة المحقونة، وفي أغلب الحالات تظهر النتائج الأولية بعد ساعات قليلة فقط.

خطوات الإجراء بالتفصيل

عملية إذابة الفيلر المؤقت بسيطة نسبيًا، لكنها تحتاج إلى دقة عالية وخبرة الطبيب لتفادي أي مضاعفات:

تعقيم المنطقة المستهدفة: لمنع أي عدوى أو التهاب بعد الحقن.

تخدير موضعي: يتم استخدام كريم تخدير أو حقنة بسيطة لتقليل الألم أثناء الإجراء.

تحديد الجرعة المناسبة: تختلف حسب كمية الفيلر الموجود تحت الجلد وعمق الحقن.

الحقن التدريجي: يتم حقن الهيالورونيداز بجرعات صغيرة ومتفرقة في عدة نقاط لضمان إذابة الفيلر بشكل متساوٍ.

التدليك الطبي: بعد الحقن، يقوم الطبيب بتدليك المنطقة برفق لتوزيع الإنزيم ومساعدة الجسم على امتصاص الفيلر المتفكك.

جلسات إضافية إذا لزم الأمر: بعض الحالات تحتاج أكثر من جلسة للوصول إلى النتيجة الكاملة، خصوصًا إذا كانت كمية الفيلر كبيرة أو قديمة.

إن اختيار طبيب متمرس يُعد عاملًا حاسمًا في الحصول على نتائج متوازنة وتجنب أي تكتلات أو فراغات بعد الإذابة.

مدة الجلسة والاستجابة

عادةً لا تستغرق جلسة إذابة الفيلر أكثر من 5 إلى 30 دقيقة حسب المنطقة المعالجة.

تظهر النتائج الأولية في غضون ساعات قليلة، بينما يحتاج الجلد إلى 3–7 أيام لاستعادة مظهره الطبيعي بالكامل.

بعض الحالات قد تحتاج متابعة بعد أسبوع للتأكد من ذوبان الفيلر بشكل كامل أو لإجراء جلسة إضافية عند الضرورة.

المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة للفيلر المؤقت

على الرغم من أن إزالة الفيلر بحقن الهيالورونيداز تُعتبر إجراءً آمنًا، إلا أنها قد تتسبب في بعض الآثار الجانبية المؤقتة. معظم هذه الأعراض تزول خلال أيام قليلة إذا تم الإجراء في عيادة موثوقة

آثار التحسس (حساسية ضد الهيالورونيداز)

قد يُظهر بعض الأشخاص رد فعل تحسسي تجاه إنزيم الهيالورونيداز، ما يؤدي إلى تورم شديد أو طفح جلدي.

لذلك يقوم الطبيب غالبًا بعمل اختبار حساسية بسيط قبل الحقن للتأكد من عدم وجود رد فعل سلبي.

إن حالات التحسس نادرة جدًا إذا استُخدم الإنزيم بجرعات مدروسة.

تورم وكدمات موضعية وألم مؤقت

من الطبيعي حدوث تورم أو كدمات خفيفة في مكان الحقن بعد إذابة الفيلر.

الألم المؤقت نتيجة دخول الإبرة أو تفاعل الأنسجة مع الإنزيم أمر شائع ويختفي تدريجيًا خلال 48 ساعة.

يوصي الطبيب  باستخدام كمادات باردة لتقليل التورم وتخفيف الانزعاج في أول يومين.

احمرار وتغير لون الجلد وتأثير على الأنسجة المجاورة

قد يظهر احمرار أو تغير مؤقت في لون الجلد في مكان الحقن.

في حالات نادرة، إذا لم يتم الحقن بدقة، يمكن أن يؤثر الهيالورونيداز على الأنسجة المجاورة ويذيب جزءًا من حمض الهيالورونيك الطبيعي في البشرة.

لهذا السبب تنصح بضرورة اختيار طبيب ذو خبرة عالية لتفادي هذه المشكلة والحفاظ على مظهر الجلد الطبيعي.

كيف تتجنب هذه المضاعفات؟

اختيار طبيب مختص وعيادة مرخصة ذات سمعة جيدة

التأكد من عمل اختبار حساسية قبل الجلسة.

اتباع تعليمات الطبيب بعد الإجراء مثل تجنب التدليك العشوائي أو الحرارة الزائدة.

إبلاغ الطبيب فورًا في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل تورم مفرط أو ألم شديد.

هل يمكن حقن الفيلر مرة أخرى بعد الإزالة؟

إحدى الأسئلة الشائعة بعد إذابة الفيلر هي: هل يمكن إعادة الحقن مجددًا؟ الإجابة نعم، لكن بشرط منح الأنسجة وقتًا كافيًا للتعافي واستقرار الجلد.

ينصح معظم الأطباء بالانتظار مدة 14 يومًا على الأقل قبل إعادة الحقن.

هذه الفترة تتيح للأنسجة العودة إلى حالتها الطبيعية بعد تذويب الفيلر وتمنع حدوث أي عدم توازن في النتيجة الجديدة.

في بعض الحالات التي يحدث فيها تورم أو التهاب، قد يوصي الطبيب بالانتظار فترة أطول تصل إلى 3–4 أسابيع لضمان التئام الأنسجة تمامًا.

متى لا يمكن إزالة الفيلر؟

على الرغم من أن إذابة الفيلر المؤقت ممكنة وسهلة نسبيًا باستخدام إنزيم الهيالورونيداز، إلا أن هناك حالات لا يمكن فيها تنفيذ الإجراء أو تتطلب حلولًا مختلفة.

الفيلر الدائم

الفيلر الدائم مصنوع من مواد غير قابلة للذوبان مثل السيليكون أو PMMA، لذلك لا يمكن إذابته بحقن الهيالورونيداز.

الطريقة الوحيدة للتخلص منه هي التدخل الجراحي، والذي قد يشمل شقوقًا دقيقة لاستئصال المادة أو إزالة الأنسجة المتضررة.

قد تكون الجراحة ضرورية أيضًا إذا تسبب الفيلر في مضاعفات مثل الورم أو تلف النسيج المحيط.

يتطلب هذا الإجراء خبرة عالية لتقليل مخاطر الندبات أو عدم توازن ملامح الوجه بعد الإزالة.

مشاكل صحية أو طبية تمنع الإجراء

حساسية شديدة ضد الهيالورونيداز: إذا أثبت اختبار التحسس وجود رد فعل قوي، يجب تجنب الحقن نهائيًا.

التهابات جلدية نشطة: وجود عدوى في منطقة الحقن قد يزيد خطر انتشار البكتيريا ويؤخر التعافي.

اضطرابات تخثر الدم: الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تخثر معرضون للكدمات أو النزيف، مما يجعل الإجراء غير آمن.

الحمل والرضاعة: معظم الأطباء، مثل مختصي زين كلينك، يوصون بتأجيل أي إجراءات تجميلية خلال هذه الفترة لعدم وجود دراسات كافية حول الأمان.

الحالات التي تحتاج تدخل جراحي (الفيلر الدائم)

في حالة الفيلر الدائم، لا يمكن إذابته باستخدام حقن الهيالورونيداز مثل الفيلر المؤقت، مما يجعل التدخل الجراحي هو الخيار الوحيد لإزالته. هذا النوع من الفيلر غالبًا ما يُستخدم في مناطق مثل الشفاه أو الخدين أو الفك، ومع مرور الوقت أو في حالة حدوث مضاعفات، قد يحتاج المريض لاستئصال المادة بشكل كامل.

الطرق الجراحية الممكنة

عملية شد الوجه الجزئي: إذا كانت مادة الفيلر منتشرة في منطقة واسعة من الوجه، قد يلجأ الجراح إلى شد الوجه لإزالة الأنسجة المتأثرة.

الإزالة اليدوية المباشرة: في حال وجود تكتل واضح لمادة الفيلر، يتم فتح شق جراحي صغير واستخراج الفيلر يدويًا.

شفط الدهون: بعض أنواع الفيلر الدائم يمكن إزالتها باستخدام تقنية مشابهة لشفط الدهون، خاصة إذا تم حقنها في مناطق عميقة.

يتم اختيار التقنية المناسبة بناءً على مكان الفيلر وكمية المادة المستخدمة.

المضاعفات المرتبطة بالجراحة

على الرغم من فعالية الجراحة في إزالة الفيلر الدائم، إلا أنها تحمل بعض المخاطر التي يجب أن يكون المريض على علم بها:

ندبات: حتى مع الشقوق الصغيرة، قد تبقى ندبة طفيفة في مكان الجراحة.

تلف الأعصاب: إذا كان الفيلر قريبًا من الأعصاب، هناك مخاطرة بحدوث ضرر يؤدي إلى خدر أو ضعف في حركة العضلات.

عدم إزالة كامل المادة: في بعض الحالات، قد تتبقى أجزاء صغيرة من الفيلر داخل الأنسجة، مما قد يستدعي جراحة إضافية.

تورم وكدمات لفترة أطول: مقارنة بحقن الإذابة، يحتاج التعافي بعد الجراحة لفترة زمنية أطول تتراوح بين أسبوعين إلى شهر

واتس اب مباشر

خاتمة :

إزالة الفيلر ممكنة وتعتمد على نوعه؛ فالفيلر المؤقت يُذوّب بحقن الهيالورونيداز، بينما يحتاج الفيلر الدائم إلى جراحة. نجاح الإجراء يرتبط بخبرة الطبيب والتشخيص السليم. إذا كنت تفكر في الإزالة، استشر طبيب تجميل مختص لتحديد أنسب طريقة والحفاظ على مظهرك الطبيعي بأمان.

اقرا ايضا

علاج تكتلات بعد حقن الفيلر في الوجه 

الأسئلة الشائعة FAQ