كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون بعد العملية؟

حقن الدهون أو ما يُعرف طبيًا باسم نقل الدهون الذاتي (Fat Grafting) هو إجراء تجميلي يُستخدم فيه دهون مأخوذة من منطقة معينة في جسم المريض – مثل البطن أو الفخذين – ثم يُعاد حقنها في مناطق أخرى بحاجة إلى تعزيز الحجم أو تصحيح الشكل، مثل الوجه، الثدي، الأرداف أو اليدين. يتميّز هذا الإجراء بأنه طبيعي 100%، حيث يُعاد استخدام أنسجة الجسم نفسها دون مواد صناعية، مما يقلل من خطر التحسس أو الرفض.

يُفضله الكثيرون كبديل للفيلر الصناعي، سواء لأغراض تجميلية أو ترميمية، إذ يمنح نتائج أكثر نعومة واستدامة، خاصة عند العناية الجيدة بعد العملية.

لماذا تعتبر العناية ما بعد العملية حاسمة لنجاح النتائج؟

رغم أن تقنية حقن الدهون تطوّرت بشكل كبير وأصبحت آمنة وفعالة، إلا أن نجاح العملية لا يعتمد فقط على يد الطبيب، بل بشكل كبير على التزام المريض بتعليمات العناية اللاحقة. فخلال الأسابيع الأولى، تكون الخلايا الدهنية المزروعة في مرحلة حسّاسة تبحث فيها عن مصدر دموي جديد لتبقى حيّة ومستقرة.

أي ضغط، تدخين، سوء تغذية أو حركة خاطئة يمكن أن يؤدي إلى فشل جزئي أو كامل في بقاء الدهون، مما يُفقدك جزءًا من النتائج التي دفعت لأجلها. لذلك، تُعد العناية بعد العملية المرحلة الأهم في رحلة استعادة الشكل الجمالي الطبيعي، وهي التي تفصل بين نتائج مؤقتة وأخرى دائمة وطبيعية.

المرحلة الحرجة: أول 24‑72 ساعة بعد الحقن

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

الأعراض المتوقعة (تورم، كدمات، حساسية)

خلال الساعات الأولى بعد حقن الدهون، من الطبيعي أن تظهر مجموعة من الأعراض الجانبية الخفيفة والمؤقتة، مثل:

• تورم في المنطقة المحقونة، نتيجة لتجمّع السوائل واستجابة الجسم للإجراء.
  
• كدمات خفيفة إلى متوسطة، خاصة في المناطق التي تم فيها شفط الدهون أو حقنها، وغالبًا ما تتلاشى خلال أيام.
  
• إحساس بالحساسية أو الوخز، وهو شعور شائع يعود لتفاعل الأعصاب مع التغيرات الجديدة.

هذه الأعراض لا تدعو للقلق، بل تدل على بدء الجسم في عملية الشفاء. ومع ذلك، يجب مراقبة شدتها والتواصل مع الطبيب إذا زادت بشكل غير طبيعي أو ترافقت مع حرارة أو ألم حاد.

التعليمات الفورية (تجنب اللمس، الكمادات الباردة، وضعية النوم)

العناية خلال أول 72 ساعة تُعتبر حاسمة لضمان بقاء الدهون المزروعة واستقرارها. إليك أبرز التعليمات:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

• تجنّب لمس المنطقة أو فركها بأي شكل، حتى عند الشعور بالحكة أو التهيج، لأن أي ضغط قد يؤثر على استقرار الخلايا الدهنية المزروعة ويمنعها من الاندماج السليم في الأنسجة.
  
• استخدام كمادات باردة (وليس مثلجة) بلطف حول المنطقة – وليس عليها مباشرة – لتقليل التورم والكدمات. يُفضّل تطبيق الكمادة لمدة 10 دقائق كل ساعتين.
  
• النوم في وضعية مناسبة حسب موقع الحقن:
  
  • في حال حقن الدهون في الوجه: يُنصح بالنوم على الظهر مع رفع الرأس بوسادتين.
    
  • في حال حقن الدهون في المؤخرة أو الثدي: يُفضّل النوم على الجانبين أو البطن (حسب الحالة)، وتجنّب الضغط المباشر على المنطقة المعالجة.

اتباع هذه الخطوات بدقة خلال أول 3 أيام يرفع من احتمالية بقاء نسبة أكبر من الدهون المحقونة ويقلل فرص حدوث مضاعفات مبكرة.

الأسبوع الأول (الأيام 3‑7)

بعد مرور أول 72 ساعة، تبدأ المرحلة التالية من التعافي، والتي تركز على تثبيت النتائج وتقليل التورم تدريجيًا. هذه الفترة مهمة لتثبيت الدهون المنقولة ومساعدة الجسم على التكيّف مع التغييرات الجديدة.

النظافة والعناية بالجلد (تنظيف خفيف، تجفيف بلطف)

ابتداءً من اليوم الثالث، يمكنك البدء بتنظيف المنطقة بلطف وفقًا لإرشادات الطبيب، مع الأخذ في الاعتبار أن الجلد في هذه المرحلة لا يزال حساسًا. إليك أهم التعليمات:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

• استخدم ماءً فاترًا وصابونًا طبيًا لطيفًا خالٍ من الكحول أو العطور، لتفادي تهيّج الجلد.
  
• لا تفرك الجلد أو تستخدم ليفة؛ بل يُفضّل غسل المنطقة براحة اليد برفق.
  
• جفف الجلد بالتربيت فقط باستخدام منشفة نظيفة وناعمة، وتجنّب السحب أو الضغط.
  
• لا تُطبّق أي كريمات أو مراهم على منطقة الحقن إلا إذا أوصى الطبيب بذلك، خاصة في حالة وجود غرز أو فتحات صغيرة من شفط الدهون.

الهدف من هذه الخطوات هو الحفاظ على نظافة الجلد وتجنب الالتهاب، دون إلحاق ضرر بالخلايا الدهنية المزروعة حديثًا.

الحركة الخفيفة والسير لتنشيط الدورة اللمفاوية

على الرغم من أهمية الراحة، فإن البقاء في السرير طوال اليوم يُضرّ بالتعافي. الحركة الخفيفة خلال هذه المرحلة تعزز تدفق الدم والسوائل اللمفاوية، ما يساعد على:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

• تقليل التورم وتسريع الشفاء
  
• منع تشكل التجلطات الدموية خاصة في الساقين
  
• تحسين توزيع الخلايا الدهنية داخل المنطقة المزروعة بشكل طبيعي

ابدأ بالمشي داخل المنزل لبضع دقائق كل ساعة، وتجنّب أي مجهود بدني كبير أو رفع أوزان. الهدف هو تنشيط الجسم دون إرهاقه، لأن أي تعب زائد قد يؤثر سلبًا على استقرار الدهون.

رفض التدليك أو الضغط على المنطقة المحقونة

رغم انتشار المعتقدات الخاطئة حول فائدة التدليك المبكر بعد حقن الدهون، فإن التدليك أو الضغط المباشر خلال الأسبوع الأول قد يتسبب في إعادة امتصاص الدهون أو تحريكها من مكانها الصحيح.

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

توصيات الأطباء في هذه المرحلة تشمل:

• عدم لمس أو تدليك المنطقة بأي شكل، حتى لو ظهرت تكتلات خفيفة أو عدم تجانس بسيط في الشكل.
  
• عدم ارتداء أي ملابس ضيقة تضغط على المنطقة المحقونة (مثل المشدات أو السراويل الضاغطة)، إلا إذا كانت مطلوبة في منطقة الشفط فقط.
  
• عدم استخدام أي أجهزة منزلية للتدليك أو الحرارة دون توصية طبية.

في هذه المرحلة، كل ما تحتاجه الدهون هو الاستقرار التام والهدوء لتندمج مع الأنسجة وتشكّل أوعية دموية جديدة تغذيها.

المرحلة التكيفية: من الأسبوع الثاني إلى نهاية الشهر الأول

مع دخول الأسبوع الثاني، تبدأ مرحلة “التكيّف” التي تُعد حاسمة في استقرار الدهون المزروعة بشكل دائم. خلال هذه الفترة، تبدأ الخلايا الدهنية في إنشاء شبكة دموية جديدة، وهو ما يعني أن كل سلوك تقوم به قد يؤثر بشكل مباشر على بقائها أو فقدانها. لذلك يجب الالتزام بتعليمات دقيقة تشمل التدليك، نوعية الغذاء، الترطيب، والملابس المناسبة.

بدء التدليك اللمفاوي خفيف (باستشارة الطبيب)

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

بعد مرور أسبوعين من العملية، قد يُوصي الطبيب ببدء جلسات التدليك اللمفاوي الخفيف (Manual Lymphatic Drainage)، وهي تقنية آمنة تهدف إلى:

• تحفيز التصريف الطبيعي للسوائل اللمفاوية، مما يساهم في تقليل التورم بشكل أسرع.
  
• منع تكوّن التكتلات أو التليف، خاصة في المناطق التي تم فيها الشفط.
  
• تحسين ملمس الجلد والمساعدة على اندماج الدهون بشكل متجانس.

لكن يجب الانتباه:

• لا تقم بالتدليك من تلقاء نفسك دون إشراف مختص.
  
• التدليك يجب أن يكون ناعمًا جدًا وخاليًا من أي ضغط مباشر على المنطقة المحقونة.
  
• عدد الجلسات يحدده الطبيب، وعادة ما تبدأ من جلستين إلى ثلاث أسبوعيًا.
  

التدليك اللمفاوي ليس مجرد رفاهية، بل أصبح جزءًا أساسيًا في بروتوكولات الشفاء الحديثة بعد عمليات نقل الدهون.

ارتداء الملابس الضاغطة (في مناطق سحب الدهون، وليس على المحقونة)

خلال هذه المرحلة، تُصبح الملابس الضاغطة (Compression Garments) ضرورية، لكنها يجب أن تُستخدم بحذر وذكاء:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

• في مناطق سحب الدهون (مثل البطن، الفخذين، الظهر):
  يُنصح بارتداء مشد ضاغط يوميًا لمدة 6–8 ساعات على الأقل، لدعم الأنسجة، وتقليل التورم، وتحسين مظهر الجلد.
  
• في مناطق حقن الدهون (مثل الوجه، الثدي، المؤخرة):
  يمنع تمامًا استخدام أي ملابس أو أدوات تضغط على المنطقة، لأن ذلك قد يتسبب في اختناق الخلايا الدهنية الجديدة ويمحو النتائج المنتظرة.

💡 نصيحة مهمة:
اختر مشدّات طبية عالية الجودة ومصنوعة من خامات قابلة للتمدد وتسمح للبشرة بالتنفس.

النظام الغذائي والترطيب (بروتين، فيتامينات، مياه)

الغذاء خلال هذه المرحلة لا يقل أهمية عن الراحة والدواء، لأن الخلايا الدهنية الجديدة تحتاج إلى تغذية مستمرة من الجسم لتبقى حيّة. إليك ما ينصح به الأطباء وخبراء التغذية:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

1. البروتين: حجر الأساس

تناول كميات كافية من البروتين (من مصادر مثل البيض، الدجاج، العدس، الأسماك، الزبادي اليوناني) يُعزز إنتاج الكولاجين ويساعد الأنسجة على الشفاء بشكل أسرع.

2. الفيتامينات والمعادن: دعم مناعي وتجميلي

• فيتامين C: يعزز التئام الجروح ويساعد على تكوين الكولاجين.
  
• فيتامين A وE: يساهمان في تجدد الجلد.
  
• الزنك: مهم لدعم جهاز المناعة وتسريع الشفاء.

💡 يفضّل استشارة الطبيب قبل تناول المكملات الغذائية لتحديد الجرعات المناسبة.

3. الماء: سر الجلد الصحي

الترطيب الجيد يساعد على طرد السموم وتحسين مرونة الجلد.
اشرب ما لا يقل عن 2 إلى 2.5 لتر من الماء يوميًا، وابتعد عن المشروبات الغازية أو الغنية بالسكر.

4. ما يجب تجنبه

• الكحول: يُضعف الدورة الدموية ويؤثر سلبًا على تثبيت الدهون.
  
• التدخين: يُقلل من نسبة الأكسجين في الدم، مما يؤدي إلى تلف الخلايا الجديدة.
  
• الأطعمة الجاهزة والدهون المشبعة: تسبب الالتهابات وتبطئ التعافي.

التقييم والمتابعة: الأسابيع الثانية إلى الثالثة

في هذه المرحلة، يكون الجسم قد بدأ في التكيف مع الدهون المزروعة، وبدأت النتائج الأولية بالظهور تدريجيًا. ومع ذلك، فإن هذه الأسابيع لا تزال حاسمة في تحديد نسبة الدهون التي ستبقى على المدى الطويل. ولهذا السبب، من المهم فهم آلية الامتصاص، مراقبة علامات الخطر، والالتزام بجدول المراجعة الطبية.

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

مراقبة نسبة امتصاص الدهون (الابتعاد عن القلق حول إزالة 30‑50٪)

أحد أكثر الأسئلة شيوعًا بعد العملية هو: “هل بدأت الدهون تختفي؟”
والإجابة تكمن في فهم طبيعة الخلايا الدهنية المنقولة:

• من الطبيعي أن يفقد الجسم ما بين 30 إلى 50٪ من الدهون المحقونة خلال الأسابيع الأولى. هذا لا يعني أن العملية فشلت، بل هو جزء متوقّع من دورة الشفاء.
  
• الدهون التي تبقى بعد هذه الفترة هي التي حصلت على تغذية دموية جديدة واستقرت بنجاح، وغالبًا ما تكون دائمة.

💡 نصيحة طبية: لا تحكم على النتائج في الأسبوع الثاني أو الثالث. الشكل النهائي يبدأ بالظهور تدريجيًا بعد الشهر الثاني، ويستقر تمامًا خلال 3 إلى 6 أشهر.

علامات التنبيه (عدوى، احمرار، حمى)

بينما تُعتبر معظم الأعراض الشائعة – مثل التورم الخفيف أو الشعور بالثقل – طبيعية، يجب أن تكون يقظًا لعلامات الخطر التي تستوجب مراجعة الطبيب فورًا، مثل:

• احمرار مفرط أو متزايد في المنطقة المحقونة، خصوصًا إذا كان مصحوبًا بحرارة.
  
• ألم شديد غير طبيعي لا يخفّ باستخدام الأدوية الموصوفة.
  
• خروج إفرازات صفراء أو خضراء اللون من الجروح أو مكان الحقن.
  
• ارتفاع في درجة حرارة الجسم (أكثر من 38° مئوية).
  
• تكوّن كتل صلبة أو تغيّر غير متناسق في شكل المنطقة.
  

تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب أو تليّف الدهون، لذا يُفضل التصرف سريعًا.

توقيت التقييم الطبي وجلسات المتابعة

خلال هذه المرحلة، يجب عدم الاكتفاء بالمراقبة المنزلية، بل الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة لتقييم النتائج والتدخل المبكر إذا لزم الأمر:

• المراجعة الأولى عادةً ما تتم بين اليوم 10 إلى 14 بعد العملية.
  في هذه الزيارة، سيقيّم الطبيب حالة الجروح، درجة التورم، وتوزيع الدهون المحقونة.
  
• جلسات المتابعة اللاحقة تُحدّد بناءً على الاستجابة للشفاء، وقد تشمل:
  
  • صور مقارنة قبل وبعد لتقييم تغير الشكل.
    
  • توصيات بتعديلات بسيطة في الروتين أو بدء جلسات تدليك إضافية.
    
  • تقييم الحاجة لأي لمسة تجميلية لاحقة أو جلسة تكميلية.

💡 ملاحظة: المتابعة المنتظمة لا تضمن فقط سلامة النتائج، بل تساهم في الحفاظ على مظهر طبيعي ومتناسق على المدى الطويل.

بين الشهر الأول والثالث

بعد مرور الشهر الأول، تبدأ الدهون المستقرة في الاندماج الكامل مع الأنسجة المحيطة، وتبدأ نتائج العملية بالثبات شيئًا فشيئًا. هذه المرحلة تُعتبر انتقالية، حيث يلاحظ المريض تحسّنًا ملحوظًا في شكل الجلد، وبدء تلاشي التورم تدريجيًا، مع بداية ظهور النتيجة شبه النهائية.

من الضروري في هذه المرحلة الاستمرار باتباع نمط حياة صحي، مع إعادة دمج النشاط الجسدي تدريجيًا، دون التسرع.

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

تطبيع النتائج وملمس الجلد

في الفترة بين الأسبوع الرابع والثامن، تبدأ معظم الأعراض الظاهرة بعد الحقن بالتراجع، ومنها:

• تحسّن شكل الجلد الخارجي وتناسق الشكل العام للمنطقة المحقونة.
  
• زوال التكتلات أو التصلب البسيط، إن وُجد، خاصة إذا تمت العناية بالتدليك اللمفاوي تحت إشراف طبي.
  
• بدء تحسن ملمس الجلد ليصبح أكثر نعومة ومرونة بفضل تغذية الدهون المستقرة للأنسجة.

💡 ملاحظة: استمرارك بالترطيب، التغذية الجيدة، وتجنّب التدخين، يعزّز من مرونة الجلد ويدعم ثبات النتائج.

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

متى تظهر النتائج النهائية؟

يُخطئ البعض عندما يتوقعون أن نتائج حقن الدهون تظهر بشكل فوري أو خلال أسبوعين فقط. الحقيقة أن:

• النتيجة الأولية تبدأ بالظهور بعد الأسبوع الرابع، ولكن:
  
• النتيجة النهائية عادة ما تظهر بين الشهر الثالث إلى السادس، حسب طبيعة الجسم، ونمط الحياة، ومدى الالتزام بتعليمات الطبيب.

العوامل التي قد تؤثر على سرعة ظهور النتائج:

• معدل الأيض لدى الشخص.
  
• نسبة الدهون التي تم امتصاصها.
  
• انتظام جلسات التدليك والنشاط البدني.
  
• تجنّب التدخين والكحول.

النشاط البدني المعتدل، العودة إلى التمارين

بحلول نهاية الشهر الأول، يمكن البدء تدريجيًا بإدخال نشاط بدني خفيف إلى معتدل، لكن ضمن شروط واضحة:

• يُمنع ممارسة التمارين الشاقة أو تمارين القوة حتى نهاية الأسبوع السادس أو حسب توجيه الطبيب.
  
• يمكن ممارسة المشي السريع، تمارين التمدد، أو اليوغا الخفيفة لتحفيز الدورة الدموية وتحسين مرونة العضلات.
  
• تجنّب أي ضغط مباشر على المناطق المحقونة – مثل تمارين الجلوس أو الانحناء في حال كانت الدهون محقونة في المؤخرة أو الثدي.
  
• ارتداء ملابس رياضية مريحة لا تضغط على مكان الحقن أو الشفط.

💡 الهدف من العودة التدريجية إلى التمارين هو دعم النتائج دون التسبب في زعزعة استقرار الدهون.

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

العناية بالندبات وتجنب فرط التصبغ

رغم أن عملية حقن الدهون تُعدّ طفيفة التوغّل نسبيًا، إلا أن مناطق شفط الدهون غالبًا ما تترك ندبات صغيرة قد تتحوّل إلى بقع داكنة أو بارزة إن لم تتم العناية بها بالشكل الصحيح. لذا، فإن الاهتمام بالندبات منذ الأسابيع الأولى يساهم في الحصول على نتائج جمالية مثالية ويمنع المضاعفات الجلدية طويلة الأمد مثل فرط التصبغ أو التليف.

استخدام الكريمات اللطيفة والترطيب

من أهم الخطوات بعد التئام الجروح السطحية هو الحفاظ على رطوبة الجلد في منطقة الندبة، باستخدام كريمات مناسبة تساعد على:

• تنعيم الجلد ومنع التصلب أو الشد.
  
• تحفيز تجدد الخلايا وتعزيز التئام البشرة.
  
• تقليل احتمالية تكوّن ندبة بارزة أو ملونة.
  

💡 يُفضّل استخدام كريمات تحتوي على:

• السيليكون (Silicone Gel/Sheets): وهي المعيار الذهبي في تقليل بروز الندبات.
  
• بانثينول، فيتامين E، أو ألانتوين: مكونات مهدئة ومرطّبة.

ابدأ تطبيق الكريمات فقط بعد التأكد من التئام الجرح بالكامل وخلوه من أي تقشر أو إفرازات، عادة بعد الأسبوع الثاني، واستشر طبيبك قبل اختيار المنتج المناسب.

الحماية من الشمس واستخدام SPF ≥ 30

أشعة الشمس من أكثر العوامل المسببة لفرط التصبغ في الندبات الحديثة، خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو المتوسطة. لتجنب تغيّر لون الندبة أو تحوّلها إلى بقعة بنية دائمة، اتبع الإرشادات التالية:

• استخدم واقي شمس بعامل حماية لا يقل عن 30 (ويُفضّل 50) على منطقة الندبة يوميًا، حتى في الشتاء أو داخل المنزل.
  
• قم بإعادة تطبيق الواقي كل ساعتين إذا كنت تتعرض لأشعة الشمس المباشرة.
  
• حاول قدر الإمكان تغطية منطقة الندبة بالملابس في أول 3 أشهر، خصوصًا في حال كانت في أماكن مكشوفة مثل الذراع أو أسفل البطن.

💡 التعرض المبكر للشمس دون حماية قد يحوّل الندبة من أثر بسيط إلى مشكلة جمالية مزمنة.

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

إجراء التدليك الخفيف للندبة بعد الشفاء

بعد مرور 3 إلى 4 أسابيع – وبعد التأكد من التئام الجلد – يُوصي الأطباء عادة ببدء جلسات تدليك ناعمة للندبة بهدف:

• تنشيط الدورة الدموية في الجلد.
  
• منع التصاق الأنسجة أو تشكل ندبات متليّفة.
  
• تحفيز تجانس النسيج الجلدي مع المناطق المحيطة.

التقنية الصحيحة تشمل:

• تدليك بشكل دائري باستخدام طرفي الأصابع.
  
• ضغط خفيف (بدون ألم أو احمرار).
  
• الاستمرار من 5 إلى 10 دقائق يوميًا.

💡 يُمكن استخدام زيت طبيعي مثل زيت الجوجوبا أو زيت فيتامين E أثناء التدليك لتحسين فعاليته.

العناية الخاصة لكل منطقة من مناطق حقن الدهون الذانية 

العناية الخاصة بمنطقة الوجه بعد حقن الدهون

حقن الدهون في الوجه يحتاج عناية دقيقة لأن الجلد هنا حساس جداً وتتطلب نتائج طبيعية وناعمة.
نصائح العناية:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

• تجنب تعبيرات الوجه القوية مثل الابتسام الواسع، الضحك أو التحديق لفترات طويلة خلال أول 72 ساعة، لأنها قد تحرك الدهون المزروعة وتؤثر على استقرارها.
  
• النوم على الظهر مع رفع الرأس بوسادتين لتقليل التورم والضغط على مناطق الحقن.
  
• تجنب لمس الوجه أو فركه حتى لا يحدث تهيج أو عدوى.
  
• استخدام كمادات باردة بلطف لتخفيف التورم، مع عدم وضعها مباشرة على الجلد بل على قطعة قماش نظيفة.
  
• اتبع تعليمات الطبيب حول استخدام المرطبات والكريمات الموصوفة، خاصة إذا كانت هناك غرز أو ندوب صغيرة.

العناية الخاصة بمنطقة الثدي بعد حقن الدهون

حقن الدهون في الثدي يتطلب اهتماماً خاصاً لضمان ثبات الحجم والشكل مع تقليل المضاعفات.
نصائح العناية:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

• ارتداء حمالة صدر طبية مخصصة بدون أسلاك، توفر دعمًا معتدلاً دون ضغط مفرط على المنطقة.
  
• تجنب الضغط المباشر أو الاستلقاء على البطن خلال الأسابيع الأولى، لأن الضغط قد يؤدي إلى تحرك الدهون المزروعة أو امتصاصها.
  
• النوم على الظهر أو على الجانبين بلطف مع تجنب الحركة المفاجئة.
  
• تجنب حمل أوزان ثقيلة أو ممارسة تمارين الصدر لمدة لا تقل عن 4 أسابيع.
  
• مراقبة علامات الالتهاب أو الألم المستمر والتواصل مع الطبيب فوراً إذا ظهرت أي أعراض غير طبيعية.

العناية الخاصة بمنطقة المؤخرة بعد حقن الدهون (تكبير الأرداف)

تكبير المؤخرة بحقن الدهون يتطلب إجراءات وقائية مميزة نظراً لحساسية المنطقة وتأثير الضغط المباشر على الخلايا الدهنية المزروعة.
نصائح العناية:

كيف تعتني بمنطقة حقن الدهون

• تجنب الجلوس المباشر على المؤخرة لمدة 3 إلى 4 أسابيع على الأقل بعد العملية، حيث يُنصح باستخدام وسادة خاصة عند الضرورة.
  
• النوم على الجانب أو البطن فقط لتقليل الضغط على منطقة الحقن.
  
• ارتداء ملابس داخلية فضفاضة ومريحة وعدم استخدام مشدات ضاغطة على المؤخرة.
  
• تجنب أي نشاط بدني عنيف أو تمارين القرفصاء حتى يسمح الطبيب بذلك.
  
• القيام بجلسات التدليك اللمفاوي الخفيف حسب توصية الطبيب لتحسين توزيع الدهون ومنع التليف

في الختام

نجاح عملية حقن الدهون لا يتوقف فقط على مهارة الجراح، بل يتطلب من المريض التزامًا صارمًا بتعليمات ما بعد العملية. الراحة، التغذية، الترطيب، وتجنّب العادات السيئة مثل التدخين، كلها تلعب دورًا مباشرًا في مدى بقاء الدهون المزروعة وثبات النتائج.

انظر ايضا

التغذية بعد حقن الدهون: ماذا تأكلين لتثبيت النتيجة؟
حقن الدهون لتكبير الأرداف: خطوات العملية والنتائج المتوقعة