يعاني مرضى السكري من النوع الثاني عادة في حياتهم من اجل السيطرة على مستويات الدم لديهم، من خلال احفاظ على نمط غذاء معين والحرص على أخذ جرعات الانسولين بموعيدها، ولكن قد يكون هناك أمل يخلصهم من كل هذا العناء، إليكم ما وجدته هذه الدراسة الجديدة.
جراحات انقاص الوزن تساعد في علاج السكري!
كشفت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Lancet ان جراحات علاج السمنة – bariatric surgery أو الجراحات الأيضية Metabolic surgery أكثر أنواع العلاجات فعالية على المدى الطويل لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون من السمنة.
وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها والتي توفر معلومات حول هذا النوع من الجراحات على المدى الطويل (خمس سنوات تقريباً) ومقارنتها مع الأساليب الكلاسيكية المستخدمة في علاج السكري من النوع الثاني.
هذا وكانت قد كشفت دراسات سابقة إلى أن جراحات انقاص الوزن من شأنها أن تحسن الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بشكل لافت للنظر لدى المصابين الذين يعانون من السمنة، ليقوم الباحثون القائمون على هذه الدراسة من جامعتي King’s College London و the Universita Cattolica بدراسة أثر هذه الجراحات.
كيف جرت الدراسة؟
استهدف الباحثون عدداً من المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين تراوحت أعمارهم بين 30-60 عاماً، مع مؤشر كتلة جسم BMI وصل إلى 35 كغم/م2 أو أكثر.
وتم تقسيم المشتركين البالغ عددهم 60 شخصاً إلى ثلاث مجموعات متساوية ومختلفة على النحو التالي:
المجموعة الأولى: طلب منها اتباع العلاج التقليدي لمرض السكري من النوع الثاني.
المجموعة الثانية: خضع المشتركين فيها لعملية المجازة المعدية Gastric bypass، وهي نوع شائع من جراحات السمنة، والتي يتم فيها تقليص حجم المعدة من خلال تحويل مسار الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
المجموعة الثالثة: خضع المشتركين فيها إلى عملية تحوير المعدة تحويل مسار المعدة biliopancreatic diversion.
وأوضح الباحثون أنه خلال الخمس سنوات التي تم استهداف المشتركين فيها، قل عددهم من 60 مشتركاً إلى 53، وطلب من المشتركين الخضوع لاختبار تحمل الجلوكوز (Glycosylated hemoglobin, hemoglobin A1c, HbA1c )، إضافة إلى أمور وفحوصات أخرى مثل قياس مؤشر كتلة الجسم وارتفاع ضغط الدم.
ما هي نتائج الدراسة؟
بعد تتبع المشتركين مدة خمس سنوات، ومراجعة الفحوصات اللازمة والمطلوبة من المشتركين، وجد الباحثون ما يلي:
- 19 شخصاً من أصل 38 الذين خضعوا لجراحات انقاص الوزن، حافظوا على معدل سكر في الدم مستقر خلال الخمس سنوات اللاحقة للجراحة مقارنة مع الأخرين.
- كان مستوى الجلوكوز في الدم لدى من خضع للعمليات الجراحية أقل من غيرهم.
- استخدم المشتركين الذين خضعوا للعمليات الجراحية كمية أقل من أدوية السكري والقلب والأوعية الدموية.
- كان خطر إصابة المشتركين الذين خضعوا للعمليات الجراحية بأمراض القلب، أقل بحوالي النصف من المشتركين الاخرين في السنة الخامسة من الدراسة.
- لم يكن هناك أي حالات وفاة او مضاعفات لدى من خضع للعمليات الجراحية خلال فترة الدراسة.
- كان أثر الخضوع لعملية تحوير المعدة أفضل في السيطرة على السكر في الدم من عملية المجازة المعدية في السنة الخامسة من الدراسة، في نسب وصلت إلى 67% مقارنة مع 37%.
- كانت الأثار السلبية من ناحية التغذية أقل لدى المشتركين الذين خضعوا لعملية المجازة المعدية.
وعلق الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور فرانسيسكو روبين Professor Francesco Rubino على النتائج قائلاً: “ان قدرة العمليات الجراحية في تقليل الحاجة إلى الانسولين والأدوية الأخرى بشير إلى أن هذه الجراحات فعالة في علاج السكري من النوع الثاني والسيطرة على المرض”. إلا أنه أشار إلى الحاجة لوجود دراسات مستقبلية طويلة المدة في هذا المجال للتأكد من النتائج ونسب الوفيات على المرضى المشتركين.
عملية تكميم المعدة
1 Comment